كتاب ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيلكتب إسلامية

كتاب ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل

يعد كتاب "ملاك التأويل" من أهم الكتب التي فسرت متشابه الكتاب، وهو يعتبر أهم مؤلفات أحمد بن إبراهيم بن الزبير العاصمي الغرناطي الذي كثيراً ما يعتمد عند تفسيره على القراءات المختلفة وعلى أسباب النزول. وقد أشار المصنف في مقدمة الكتاب إلى أن علم المتشابه علم جليل لم يقرع بابه قبله أحد، إلا ما كان من الخطيب الإسكافي في "درة التنزيل". ونشير إلى أن المصنف استشهد في هذا الكتاب بآراء بعض المفسرين المشهورين مثل ابن جرير الطبري والزمخشري والفخر الرازي والقرطبي والإسكافي وغيرهم. كما أورد الكثير من الأحاديث والآثار التي ترك بعضها من دون ذكر سنده، كما أكثر من الاستشهاد بالشعر والأمثال والأقوال المأثورة. [مقدمة المؤلف] قال الشيخ الفقيه الأستاذ الخطيب المقرئ الراوية الشهير: أبو جعفر بن إبراهيم بن الزبير الثقفي العاصمي، رضى الله عنه. الحمد لله المانح من شاء ما شاء، الغافر دون الشرك بحكم المشيئة لمن أساء، والمصطفى من الجنس الإنساني الرسل والأنبياء، ومن أتباعهم من جعلهم رحماء بينهم وعلى الكفار أشداء، ومن خلفهم ممن آثر الاهتداء والاقتداء، وجانب التنكيل عن سبلهم الواضحة والاعتداء، ولزم الجماعة عند افتراق ذوي الشقاق فحسم الداء، وتمسك بالكتاب والسنة فمنح الشفاء، واستوضح الطريق بهما إلى الله تعالى وتحقق الإنباء، وتدبر كتاب الله فشاهد المعجزة القاطعة والبراهين الساطعة وعرف الأنباء، وعلم مراده صلى الله عليه وسلم بقوله: "وإنما كان الذي أوتيت وحياًَ " فأعمل جهده في تدبره بالفكر والاعتناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من وفق فالتزم بشروطها الوفاء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المعطى في القيامة المقام المحمود واللواء، شهادة نرجو بها من شفاعته العظمى الحظوة والاعتناء، وتجعل لنا من دار الخلد المصير والجزاء، صلى الله عليه وعلى آله الحائزين في وفائهم باتباعه السبق والثناء، والأسوة والقدوة لمن بعدهم جاء، وسلم كثيرا. وبعد، فإن كتاب الله تعالى أحق ما أنفقت فيه نفائس الأعمار، وقصر على اعتباره وتدبره الملوان الليل والنهار، واعتمده موئلاً وملاذاً، واعتصم بعروته الوثقى وزراً منجياً وعياذاً، واستنزلت به البركات، واهتدى بواضحات أنواره عوالم الأرض والسماوات. فهو الهدى والنور، والشفاء لما فى الصدور، والواقى لمن تمسك به واعتلق بسببه من كل مخوف وحذور، والنعمة التي قصر عن الوفاء بشكرها كل مكتوب ومسطور، وأنٍِى يتصور الكفاء ويتوهم الوفاء بشكر: "قد جاءكم من الله نور ". وإن من مغفلات مصنفي أئمتنا رضى الله عنهم في خدمة علومه، وتدبر منظومه الجليل ومفهومه، توجيه ما تكرر من آياته لفظاً أو اختلف بتقديم أو تأخير وبعض زيادة في التعبير، فعسر إلا على الماهر حفظاً، وظن الغافل عن التدبر والمخلد إلى الراحة عن التفكر، أن تخصيص كل آية من تلك الآيات بالوارد فيها مما خالفت فيه نظيرتها ليس لسبب تقتضيه وداع من المعنى يطلبه ويستدعيه، وأن ليس على جميع الوارد من ذلك محرزات من المعاني عند ذوي الأفهام ومقتضيات من لوازم جليل التركيب من ذلك المعجز العلي من النظام، فلا يليق بكل من تلك الواضع إلا الوارد فيه وإن تقرير وقوع آية منها في موضع نظيرتها ينافي مقصود ذلك الموضع وينافيه. فتعساً لمن تنكب عن واضح آياته، وكأن لم يقرع سمعه قوله تعالى: "كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته ". وإن مما حرك إلى هذا الغرض وألحقه عند من تحلى ولوعاً باعتباره والتدبر لعجائبه الباهرة وأسراره، بمثل حالي على استحكام جذبي وإمحالي بالواجب المفترض، إنه باب لم يقرعه ممن تقدم وسلف ومن حذا حذوهم ممن أتى بعدهن وخلف، أحد فيما علمته على توالي الأعصار والمدد وترادف أيام الأبد، مع عظيم موقعه وجليل منزعه، ومكانته في الدين وفته أعضاد ذوي الشك والارتياب من الطاعنين والملحدين، إلى أن ورد علي كتاب لبعض المعتنين من جلة المشارقة [ابن الخطيب الإسكافي] نفعه الله سماه بكتاب درة التنزيل وغرة التأويل، قرع به مغلق هذا الباب وأتى في هذا المقصد بصفو من التوجيهات لباب، وعرف أنه باب لم يوجفه عنه أحد قبله بخيل ولا ركاب، ولا نطق ناطق قبل فيه، بحرف مما فيه. وصدق رحمه الله وأحسن فيما سلك وسن وحق لنا به - لإحسانه - أن نقتدى به ونستن، فحرك من فكري الساكن وأضربت عن فسحته بالاستدراك بلكن، وأبديت بحول ربي من مكنون خاطري إلى الظهور ما أثبته بعون الله وقوته في هذا المسطور، معتمداً عين ما ذكره من الآيات ومستدركاً ما تذكرته مما أغفله رحمه الله من أمثالها من المتشابهات، وإبداء المعاني الخفيات القاطعة بدرب البطالات، من غير أن أقف في أكثر ذلك على كلامه إلا بعد إبدائي ما يلهمه الله سبحانه وإتمامه، ولا ناقلاً إلا في الشاذ النادر كلام أحد من أرباب المعاني إذ لم يعترض أحد غير من تقدم ذكره لما من هذا الضرب أعاني، وإنما يلقيه فكري إلى ذكري فيلقيه ترجمان فهمي على قلمي، وإن آثرت بعض ما عليه لغيري عثرت فنقلت أفصحت بالنسبة وعقلت، وما أرى ذلك يبلغ فى هذا المجموع غاية أقل الجموع، وإن نيف فيسير والتحقق في ذلك بلازم الذهول الإنساني عسير، وما سوى ذلك فأنا ابن نجدته وذو عهدته، "وما بكم من نعمة فمن الله ". وقد استجرت تلك الآيات جملة وافرة من المقفلات من أمثال تلك المشكلات، مما يجاري ويشبه ويلتبس على من قصر في النظر ويشتبه، مما لم يقع في كتاب "درة التنزيل "ولا تعرض له بذكر بنص التنزيل ولا تأويل، فنبهنا إلى ذلك لينحاز من المجتمع على ذكره ويفصل، فعلامة: غ تدل على أنه من المغفل. ومحرزاً بفضل الله من عيون آلات العلماء ما به قوام المفهوم، عائذاً بالله سبحانه من سوء الوعي والقول في هذا المقصد العلي بالرأي، فقد ملأ المسامع وعمر الأفكار قوله صلى الله عليه وسلم "من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ". ولما تيسر بفضل الله تعالى المقصود من هذا الغرض، بهر حسناً وكمالا ولاح في أفق التفاسير لنجومها هلالاً، سميته بكتاب: "ملاك التأويل القاطع بذوي الالحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل ". وانا أضرع إلى من وسعت رحمته كل شئ وشملت نعمته كل حي، أن ينقع فيه بباعث النية وأن يبلغني من عفوه ومغفرته الأمنيه، وأن يؤيد بالنصر ةالتمكين وموالاة الفتح المبين مولانا أمير المسلمين. وها أنا أبتدئ بحول الله وقوته، "والله خلقكم وما تعملون ".
ابن الزبير الغرناطي - أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي، أبو جعفر (627 - 708 هـ = 1230 - 1308 م) أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي، أبو جعفر: محدث مؤرخ، من أبناء العرب الداخلين إلى الأندلس. انتهت إليه الرياسة بها في العربية ورواية الحديث والتفسير والأصول. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل ❝ ❞ البرهان في ترتيب سور القرآن (ط المغرب) ❝ ❞ البرهان في تناسب سور القرآن (ط دار ابن الجوزي) ❝ الناشرين : ❞ دار الكتب العلمية بلبنان ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب ❝ ❱
من كتب علوم القرآن كتب التفاسير وعلوم القرآن الكريم - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب :


يعد كتاب "ملاك التأويل" من أهم الكتب التي فسرت متشابه الكتاب، وهو يعتبر أهم مؤلفات أحمد بن إبراهيم بن الزبير العاصمي الغرناطي الذي كثيراً ما يعتمد عند تفسيره على القراءات المختلفة وعلى أسباب النزول. وقد أشار المصنف في مقدمة الكتاب إلى أن علم المتشابه علم جليل لم يقرع بابه قبله أحد، إلا ما كان من الخطيب الإسكافي في "درة التنزيل".

ونشير إلى أن المصنف استشهد في هذا الكتاب بآراء بعض المفسرين المشهورين مثل ابن جرير الطبري والزمخشري والفخر الرازي والقرطبي والإسكافي وغيرهم. كما أورد الكثير من الأحاديث والآثار التي ترك بعضها من دون ذكر سنده، كما أكثر من الاستشهاد بالشعر والأمثال والأقوال المأثورة.

[مقدمة المؤلف]

قال الشيخ الفقيه الأستاذ الخطيب المقرئ الراوية الشهير: أبو جعفر بن إبراهيم بن الزبير الثقفي العاصمي، رضى الله عنه.

الحمد لله المانح من شاء ما شاء، الغافر دون الشرك بحكم المشيئة لمن أساء، والمصطفى من الجنس الإنساني الرسل والأنبياء، ومن أتباعهم من جعلهم رحماء بينهم وعلى الكفار أشداء، ومن خلفهم ممن آثر الاهتداء والاقتداء، وجانب التنكيل عن سبلهم الواضحة والاعتداء، ولزم الجماعة عند افتراق ذوي الشقاق فحسم الداء، وتمسك بالكتاب والسنة فمنح الشفاء، واستوضح الطريق بهما إلى الله تعالى وتحقق الإنباء، وتدبر كتاب الله فشاهد المعجزة القاطعة والبراهين الساطعة وعرف الأنباء، وعلم مراده صلى الله عليه وسلم بقوله: "وإنما كان الذي أوتيت وحياًَ " فأعمل جهده في تدبره بالفكر والاعتناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من وفق فالتزم بشروطها الوفاء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المعطى في القيامة المقام المحمود واللواء، شهادة نرجو بها من شفاعته العظمى الحظوة والاعتناء، وتجعل لنا من دار الخلد المصير والجزاء، صلى الله عليه وعلى آله الحائزين في وفائهم باتباعه السبق والثناء، والأسوة والقدوة لمن بعدهم جاء، وسلم كثيرا.

وبعد، فإن كتاب الله تعالى أحق ما أنفقت فيه نفائس الأعمار، وقصر على اعتباره وتدبره الملوان الليل والنهار، واعتمده موئلاً وملاذاً، واعتصم بعروته الوثقى وزراً منجياً وعياذاً، واستنزلت به البركات، واهتدى بواضحات أنواره عوالم الأرض والسماوات.

فهو الهدى والنور، والشفاء لما فى الصدور، والواقى لمن تمسك به واعتلق بسببه من كل مخوف وحذور، والنعمة التي قصر عن الوفاء بشكرها كل مكتوب ومسطور، وأنٍِى يتصور الكفاء ويتوهم الوفاء بشكر: "قد جاءكم من الله نور ".

وإن من مغفلات مصنفي أئمتنا رضى الله عنهم في خدمة علومه، وتدبر منظومه الجليل ومفهومه، توجيه ما تكرر من آياته لفظاً أو اختلف بتقديم أو تأخير وبعض زيادة في التعبير، فعسر إلا على الماهر حفظاً، وظن الغافل عن التدبر والمخلد إلى الراحة عن التفكر، أن تخصيص كل آية من تلك الآيات بالوارد فيها مما خالفت فيه نظيرتها ليس لسبب تقتضيه وداع من المعنى يطلبه ويستدعيه، وأن ليس على جميع الوارد من ذلك محرزات من المعاني عند ذوي الأفهام ومقتضيات من لوازم جليل التركيب من ذلك المعجز العلي من النظام، فلا يليق بكل من تلك الواضع إلا الوارد فيه وإن تقرير وقوع آية منها في موضع نظيرتها ينافي مقصود ذلك الموضع وينافيه.

فتعساً لمن تنكب عن واضح آياته، وكأن لم يقرع سمعه قوله تعالى: "كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته ".

وإن مما حرك إلى هذا الغرض وألحقه عند من تحلى ولوعاً باعتباره والتدبر لعجائبه الباهرة وأسراره، بمثل حالي على استحكام جذبي وإمحالي بالواجب المفترض، إنه باب لم يقرعه ممن تقدم وسلف ومن حذا حذوهم ممن أتى بعدهن وخلف، أحد فيما علمته على توالي الأعصار والمدد وترادف أيام الأبد، مع عظيم موقعه وجليل منزعه، ومكانته في الدين وفته أعضاد ذوي الشك والارتياب من الطاعنين والملحدين، إلى أن ورد علي كتاب لبعض المعتنين من جلة المشارقة [ابن الخطيب الإسكافي] نفعه الله سماه بكتاب درة التنزيل وغرة التأويل، قرع به مغلق هذا الباب وأتى في هذا المقصد بصفو من التوجيهات لباب، وعرف أنه باب لم يوجفه عنه أحد قبله بخيل ولا ركاب، ولا نطق ناطق قبل فيه، بحرف مما فيه.

وصدق رحمه الله وأحسن فيما سلك وسن وحق لنا به - لإحسانه - أن نقتدى به ونستن، فحرك من فكري الساكن وأضربت عن فسحته بالاستدراك بلكن، وأبديت بحول ربي من مكنون خاطري إلى الظهور ما أثبته بعون الله وقوته في هذا المسطور، معتمداً عين ما ذكره من الآيات ومستدركاً ما تذكرته مما أغفله رحمه الله من أمثالها من المتشابهات، وإبداء المعاني الخفيات القاطعة بدرب البطالات، من غير أن أقف في أكثر ذلك على كلامه إلا بعد إبدائي ما يلهمه الله سبحانه وإتمامه، ولا ناقلاً إلا في الشاذ النادر كلام أحد من أرباب المعاني إذ لم يعترض أحد غير من تقدم ذكره لما من هذا الضرب أعاني، وإنما يلقيه فكري إلى ذكري فيلقيه ترجمان فهمي على قلمي، وإن آثرت بعض ما عليه لغيري عثرت فنقلت أفصحت بالنسبة وعقلت، وما أرى ذلك يبلغ فى هذا المجموع غاية أقل الجموع، وإن نيف فيسير والتحقق في ذلك بلازم الذهول الإنساني عسير، وما سوى ذلك فأنا ابن نجدته وذو عهدته، "وما بكم من نعمة فمن الله ".

وقد استجرت تلك الآيات جملة وافرة من المقفلات من أمثال تلك المشكلات، مما يجاري ويشبه ويلتبس على من قصر في النظر ويشتبه، مما لم يقع في كتاب "درة التنزيل "ولا تعرض له بذكر بنص التنزيل ولا تأويل، فنبهنا إلى ذلك لينحاز من المجتمع على ذكره ويفصل، فعلامة: غ تدل على أنه من المغفل.

ومحرزاً بفضل الله من عيون آلات العلماء ما به قوام المفهوم، عائذاً بالله سبحانه من سوء الوعي والقول في هذا المقصد العلي بالرأي، فقد ملأ المسامع وعمر الأفكار قوله صلى الله عليه وسلم "من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ".

ولما تيسر بفضل الله تعالى المقصود من هذا الغرض، بهر حسناً وكمالا ولاح في أفق التفاسير لنجومها هلالاً، سميته بكتاب: "ملاك التأويل القاطع بذوي الالحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل ".

وانا أضرع إلى من وسعت رحمته كل شئ وشملت نعمته كل حي، أن ينقع فيه بباعث النية وأن يبلغني من عفوه ومغفرته الأمنيه، وأن يؤيد بالنصر ةالتمكين وموالاة الفتح المبين مولانا أمير المسلمين.

وها أنا أبتدئ بحول الله وقوته، "والله خلقكم وما تعملون ".







للكاتب/المؤلف : ابن الزبير الغرناطي .
دار النشر : دار الكتب العلمية بلبنان .
سنة النشر : 2001م / 1422هـ .
عدد مرات التحميل : 22706 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الأحد , 20 مارس 2016م.
حجم الكتاب عند التحميل : 11.8 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل من علوم القرآن تحميل مباشر :
 

ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل من علوم القرآن 

ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل
 المؤلف: أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي أبو جعفر
 المحقق: عبد الغني محمد علي الفاسي

نبذة عن الكتاب :


يعد كتاب "ملاك التأويل" من أهم الكتب التي فسرت متشابه الكتاب، وهو يعتبر أهم مؤلفات أحمد بن إبراهيم بن الزبير العاصمي الغرناطي الذي كثيراً ما يعتمد عند تفسيره على القراءات المختلفة وعلى أسباب النزول. وقد أشار المصنف في مقدمة الكتاب إلى أن علم المتشابه علم جليل لم يقرع بابه قبله أحد، إلا ما كان من الخطيب الإسكافي في "درة التنزيل". 

ونشير إلى أن المصنف استشهد في هذا الكتاب بآراء بعض المفسرين المشهورين مثل ابن جرير الطبري والزمخشري والفخر الرازي والقرطبي والإسكافي وغيرهم. كما أورد الكثير من الأحاديث والآثار التي ترك بعضها من دون ذكر سنده، كما أكثر من الاستشهاد بالشعر والأمثال والأقوال المأثورة. 

[مقدمة المؤلف]

قال الشيخ الفقيه الأستاذ الخطيب المقرئ الراوية الشهير: أبو جعفر بن إبراهيم بن الزبير الثقفي العاصمي، رضى الله عنه.

الحمد لله المانح من شاء ما شاء، الغافر دون الشرك بحكم المشيئة لمن أساء، والمصطفى من الجنس الإنساني الرسل والأنبياء، ومن أتباعهم من جعلهم رحماء بينهم وعلى الكفار أشداء، ومن خلفهم ممن آثر الاهتداء والاقتداء، وجانب التنكيل عن سبلهم الواضحة والاعتداء، ولزم الجماعة عند افتراق ذوي الشقاق فحسم الداء، وتمسك بالكتاب والسنة فمنح الشفاء، واستوضح الطريق بهما إلى الله تعالى وتحقق الإنباء، وتدبر كتاب الله فشاهد المعجزة القاطعة والبراهين الساطعة وعرف الأنباء، وعلم مراده صلى الله عليه وسلم بقوله: "وإنما كان الذي أوتيت وحياًَ " فأعمل جهده في تدبره بالفكر والاعتناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من وفق فالتزم بشروطها الوفاء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المعطى في القيامة المقام المحمود واللواء، شهادة نرجو بها من شفاعته العظمى الحظوة والاعتناء، وتجعل لنا من دار الخلد المصير والجزاء، صلى الله عليه وعلى آله الحائزين في وفائهم باتباعه السبق والثناء، والأسوة والقدوة لمن بعدهم جاء، وسلم كثيرا.

وبعد، فإن كتاب الله تعالى أحق ما أنفقت فيه نفائس الأعمار، وقصر على اعتباره وتدبره الملوان الليل والنهار، واعتمده موئلاً وملاذاً، واعتصم بعروته الوثقى وزراً منجياً وعياذاً، واستنزلت به البركات، واهتدى بواضحات أنواره عوالم الأرض والسماوات.

فهو الهدى والنور، والشفاء لما فى الصدور، والواقى لمن تمسك به واعتلق بسببه من كل مخوف وحذور، والنعمة التي قصر عن الوفاء بشكرها كل مكتوب ومسطور، وأنٍِى يتصور الكفاء ويتوهم الوفاء بشكر: "قد جاءكم من الله نور ".

وإن من مغفلات مصنفي أئمتنا رضى الله عنهم في خدمة علومه، وتدبر منظومه الجليل ومفهومه، توجيه ما تكرر من آياته لفظاً أو اختلف بتقديم أو تأخير وبعض زيادة في التعبير، فعسر إلا على الماهر حفظاً، وظن الغافل عن التدبر والمخلد إلى الراحة عن التفكر، أن تخصيص كل آية من تلك الآيات بالوارد فيها مما خالفت فيه نظيرتها ليس لسبب تقتضيه وداع من المعنى يطلبه ويستدعيه، وأن ليس على جميع الوارد من ذلك محرزات من المعاني عند ذوي الأفهام ومقتضيات من لوازم جليل التركيب من ذلك المعجز العلي من النظام، فلا يليق بكل من تلك الواضع إلا الوارد فيه وإن تقرير وقوع آية منها في موضع نظيرتها ينافي مقصود ذلك الموضع وينافيه.

فتعساً لمن تنكب عن واضح آياته، وكأن لم يقرع سمعه قوله تعالى: "كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته ".

وإن مما حرك إلى هذا الغرض وألحقه عند من تحلى ولوعاً باعتباره والتدبر لعجائبه الباهرة وأسراره، بمثل حالي على استحكام جذبي وإمحالي بالواجب المفترض، إنه باب لم يقرعه ممن تقدم وسلف ومن حذا حذوهم ممن أتى بعدهن وخلف، أحد فيما علمته على توالي الأعصار والمدد وترادف أيام الأبد، مع عظيم موقعه وجليل منزعه، ومكانته في الدين وفته أعضاد ذوي الشك والارتياب من الطاعنين والملحدين، إلى أن ورد علي كتاب لبعض المعتنين من جلة المشارقة [ابن الخطيب الإسكافي] نفعه الله سماه بكتاب درة التنزيل وغرة التأويل، قرع به مغلق هذا الباب وأتى في هذا المقصد بصفو من التوجيهات لباب، وعرف أنه باب لم يوجفه عنه أحد قبله بخيل ولا ركاب، ولا نطق ناطق قبل فيه، بحرف مما فيه.

وصدق رحمه الله وأحسن فيما سلك وسن وحق لنا به - لإحسانه - أن نقتدى به ونستن، فحرك من فكري الساكن وأضربت عن فسحته بالاستدراك بلكن، وأبديت بحول ربي من مكنون خاطري إلى الظهور ما أثبته بعون الله وقوته في هذا المسطور، معتمداً عين ما ذكره من الآيات ومستدركاً ما تذكرته مما أغفله رحمه الله من أمثالها من المتشابهات، وإبداء المعاني الخفيات القاطعة بدرب البطالات، من غير أن أقف في أكثر ذلك على كلامه إلا بعد إبدائي ما يلهمه الله سبحانه وإتمامه، ولا ناقلاً إلا في الشاذ النادر كلام أحد من أرباب المعاني إذ لم يعترض أحد غير من تقدم ذكره لما من هذا الضرب أعاني، وإنما يلقيه فكري إلى ذكري فيلقيه ترجمان فهمي على قلمي، وإن آثرت بعض ما عليه لغيري عثرت فنقلت أفصحت بالنسبة وعقلت، وما أرى ذلك يبلغ فى هذا المجموع غاية أقل الجموع، وإن نيف فيسير والتحقق في ذلك بلازم الذهول الإنساني عسير، وما سوى ذلك فأنا ابن نجدته وذو عهدته، "وما بكم من نعمة فمن الله ".

وقد استجرت تلك الآيات جملة وافرة من المقفلات من أمثال تلك المشكلات، مما يجاري ويشبه ويلتبس على من قصر في النظر ويشتبه، مما لم يقع في كتاب "درة التنزيل "ولا تعرض له بذكر بنص التنزيل ولا تأويل، فنبهنا إلى ذلك لينحاز من المجتمع على ذكره ويفصل، فعلامة: غ تدل على أنه من المغفل.

ومحرزاً بفضل الله من عيون آلات العلماء ما به قوام المفهوم، عائذاً بالله سبحانه من سوء الوعي والقول في هذا المقصد العلي بالرأي، فقد ملأ المسامع وعمر الأفكار قوله صلى الله عليه وسلم "من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ".

ولما تيسر بفضل الله تعالى المقصود من هذا الغرض، بهر حسناً وكمالا ولاح في أفق التفاسير لنجومها هلالاً، سميته بكتاب: "ملاك التأويل القاطع بذوي الالحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل ".

وانا أضرع إلى من وسعت رحمته كل شئ وشملت نعمته كل حي، أن ينقع فيه بباعث النية وأن يبلغني من عفوه ومغفرته الأمنيه، وأن يؤيد بالنصر ةالتمكين وموالاة الفتح المبين مولانا أمير المسلمين.

وها أنا أبتدئ بحول الله وقوته، "والله خلقكم وما تعملون ".


 


دار النشر : دار الكتب العلمية ـ بيروت


 ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل
ملاك التأويل في المتشابه اللفظي في التنزيل

درة التنزيل وغرة التأويل pdf

ملاك التأويل المكتبة 


البرهان في متشابه القرآن ... للكرماني pdf

درة التنزيل للاسكافي

ابن الزبير الغرناطي



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل
ابن الزبير الغرناطي
ابن الزبير الغرناطي
Ibn al Zubayr al Garnati
أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي، أبو جعفر (627 - 708 هـ = 1230 - 1308 م) أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي، أبو جعفر: محدث مؤرخ، من أبناء العرب الداخلين إلى الأندلس. انتهت إليه الرياسة بها في العربية ورواية الحديث والتفسير والأصول. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل ❝ ❞ البرهان في ترتيب سور القرآن (ط المغرب) ❝ ❞ البرهان في تناسب سور القرآن (ط دار ابن الجوزي) ❝ الناشرين : ❞ دار الكتب العلمية بلبنان ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب علوم القرآن

المشترك اللفظي في الحقل القرآني PDF

قراءة و تحميل كتاب المشترك اللفظي في الحقل القرآني PDF مجانا

عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن PDF

قراءة و تحميل كتاب عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن PDF مجانا

التحذير من مختصرات محمد علي الصابوني في التفسير، ويليه تنبيهات مهمة لبعض العلماء PDF

قراءة و تحميل كتاب التحذير من مختصرات محمد علي الصابوني في التفسير، ويليه تنبيهات مهمة لبعض العلماء PDF مجانا

التحذير الجديد من مختصرات الصابوني في التفسير PDF

قراءة و تحميل كتاب التحذير الجديد من مختصرات الصابوني في التفسير PDF مجانا

سنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن الكريم PDF

قراءة و تحميل كتاب سنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن الكريم PDF مجانا

ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح PDF

قراءة و تحميل كتاب ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح PDF مجانا

مختصر التبيين لهجاء التنزيل PDF

قراءة و تحميل كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل PDF مجانا

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز PDF

قراءة و تحميل كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..