❞ كتاب أسلحة الدمار الشامل وحكمها في الفقه الإسلامي ❝  ⏤ خير الدين مبارك

❞ كتاب أسلحة الدمار الشامل وحكمها في الفقه الإسلامي ❝ ⏤ خير الدين مبارك

أسلحة الدمار الشامل (دبليو إم دي) هي أسلحة نووية، أو إشعاعية، أو كيميائية، أو بيولوجية، أو أي نوع من أنواع الأسلحة الأخرى التي من الممكن أن تقتل أو تُسبب أضرارًا خطيرةً للعديد من البشر أو تُلحق أضرارًا جسيمةً بالبُنى التي يصنعها البشر (كالمباني)، أو بالبُنى الطبيعية (كالجبال)، أو بالمحيط الحيوي.

تطور نطاق المصطلح واستخدامه وكان محل خلاف، لأنه يحمل في الغالب دلالات سياسية أكثر منها تقنية. صيغَ المصطلح في الأصل للإشارة إلى القصف الجوي بالمتفجرات الكيميائية إبان الحرب العالمية الثانية، وأصبح فيما بعد يرمز إلى أسلحة واسعة النطاق من التقنيات الأخرى، كالحرب الكيميائية، أو البيولوجية، أو الإشعاعية، أو النووية.


كان أول استخدام سُجل لمصطلح «سلاح الدمار الشامل» من قِبل رئيس أساقفة كانتربيري، كوزمو جوردون لانغ، في عام 1937 في إشارة إلى القصف الجوي على قرية غرنيكا، في إسبانيا.

من يستطيع أن يفكر دون غصة في القلب حيال المذبحة المروّعة، والمعاناة، وشتّى أنواع البؤس التي حملتها الحرب إلى إسبانيا وإلى الصين؟

من يستطيع أن يفكر دون خوف مما ستحمله حربًا أخرى واسعة النطاق من معاني، وما إذا شُنّت كما ينبغي بوجود كل أسلحة الدمار الشامل الجديدة؟

(من مناشدة رئيس الأساقفة، 28 ديسمبر 1937، لندن)

في ذلك الوقت، لم تكن الأسلحة النووية مطوّرة بعد. أجرت اليابان أبحاثّا على الأسلحة البيولوجية، وشهدت الأسلحة الكيميائية استخدامًا واسعًا في ساحات المعارك إبان الحرب العالمية الأولى. حُظر استخدام الأسلحة الكيميائية بموجب اتفاقية جنيف لعام 1925. استخدمت إيطاليا غاز الخردل السّام ضد المدنيين والعسكريين في حربها في إثيوبيا بين عامي 1935 و 1936.

في أعقاب القصف الذري على هيروشيما وناغازاكي الذي أنهى معه الحرب العالمية الثانية وأثناء الحرب الباردة، بدا المصطلح يشير بدرجة أكبر إلى الأسلحة غير التقليدية. اتبَع وليام سافير تطبيق المصطلح وتحديدًا على الأسلحة النووية والإشعاعية بالعبارة الروسية «أروجي ماسفوفو براجينيا» -أروسي ماسفوفو برازخينيا (والتي تعني سلاح الدمار الشامل).

يقول سافير أن برنارد باروخ كان قد استخدم هذه العبارة الدقيقة في عام 1947 (في خطاب ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة كتبه على الأرجح هربرت بايارد سووب).

أبصرت هذه العبارة النور في أول قرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في يناير عام 1946 في لندن، حيث استخدمَت النَص التالي «التخلّص من التسلّح الوطني بالأسلحة الذريّة وبجميع أنواع الأسلحة الأخرى التي تتوافق مع الدمار الشامل». نصَّ القرار أيضًا على إنشاء لجنة الطاقة الذرية (محل الوكالة الدولية للطاقة الذرية (أي أيه إي أيه)).

قُدّم استخدام دقيق لهذا المصطلح في محاضرة بعنوان «الطاقة الذّرية كمشكلة ذرّية» للفيزيائي الأمريكي جوليوس روبرت أوبنهايمر. قدم أوبنهايمر المحاضرة للسلك الدبلوماسي ولوزارة الخارجية، في 17 سبتمبر عام 1947؛ كما أُعيد نشرها في كتاب العقل المفتوح (نيويورك: سيمون وشوستر، 1955).

استُخدم المصطلح أيضًا في مقدمة وثيقة الحكومة الأمريكية ذات التأثير الكبير والتي تُعرف باسم (إن إس سي 68) والتي كُتبت في عام 1950.

خلال خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي جون إف. كينيدي في جامعة رايس في 12 سبتمبر عام 1962، تحدث فيه عن ضرورة عدم ملء الفراغ «بأسلحة الدمار الشامل، بل بوسائل المعرفة والتفاهم». في الشهر التالي، أثناء عرض تلفزيوني يتعلق بأزمة صواريخ كوبا في 22 أكتوبر عام 1962، أشار الرئيس كينيدي إلى «أسلحة هجومية من الدمار الشامل المفاجئ».

فلا يخفى على إنسان التقدم الهائل الذي وصلت إليه البشرية في شتى مجالات الحياة، وكان من أعظمها خطراً مجال التسلح العسكري، وما جَدَّ فيه من أسلحة شديدة الفتك والتدمير، تذر الديار بلاقع، وتهلك الحرث والنسل، حتى اصطلح على تسميتها بأسلحة الدمار الشامل؛ لقوتها الهائلة في التدمير، والمساحة الواسعة التي يصيبها الهلاك والتخريب، وآثارها السيئة على البيئة، وكل ذي روح من إنسان وحيوان..
خير الدين مبارك - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أسلحة الدمار الشامل وحكمها في الفقه الإسلامي ❝ ❱
من كتب العلوم العسكرية - مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية.

نبذة عن الكتاب:
أسلحة الدمار الشامل وحكمها في الفقه الإسلامي

2009م - 1445هـ
أسلحة الدمار الشامل (دبليو إم دي) هي أسلحة نووية، أو إشعاعية، أو كيميائية، أو بيولوجية، أو أي نوع من أنواع الأسلحة الأخرى التي من الممكن أن تقتل أو تُسبب أضرارًا خطيرةً للعديد من البشر أو تُلحق أضرارًا جسيمةً بالبُنى التي يصنعها البشر (كالمباني)، أو بالبُنى الطبيعية (كالجبال)، أو بالمحيط الحيوي.

تطور نطاق المصطلح واستخدامه وكان محل خلاف، لأنه يحمل في الغالب دلالات سياسية أكثر منها تقنية. صيغَ المصطلح في الأصل للإشارة إلى القصف الجوي بالمتفجرات الكيميائية إبان الحرب العالمية الثانية، وأصبح فيما بعد يرمز إلى أسلحة واسعة النطاق من التقنيات الأخرى، كالحرب الكيميائية، أو البيولوجية، أو الإشعاعية، أو النووية.


كان أول استخدام سُجل لمصطلح «سلاح الدمار الشامل» من قِبل رئيس أساقفة كانتربيري، كوزمو جوردون لانغ، في عام 1937 في إشارة إلى القصف الجوي على قرية غرنيكا، في إسبانيا.

من يستطيع أن يفكر دون غصة في القلب حيال المذبحة المروّعة، والمعاناة، وشتّى أنواع البؤس التي حملتها الحرب إلى إسبانيا وإلى الصين؟

من يستطيع أن يفكر دون خوف مما ستحمله حربًا أخرى واسعة النطاق من معاني، وما إذا شُنّت كما ينبغي بوجود كل أسلحة الدمار الشامل الجديدة؟

(من مناشدة رئيس الأساقفة، 28 ديسمبر 1937، لندن)

في ذلك الوقت، لم تكن الأسلحة النووية مطوّرة بعد. أجرت اليابان أبحاثّا على الأسلحة البيولوجية، وشهدت الأسلحة الكيميائية استخدامًا واسعًا في ساحات المعارك إبان الحرب العالمية الأولى. حُظر استخدام الأسلحة الكيميائية بموجب اتفاقية جنيف لعام 1925. استخدمت إيطاليا غاز الخردل السّام ضد المدنيين والعسكريين في حربها في إثيوبيا بين عامي 1935 و 1936.

في أعقاب القصف الذري على هيروشيما وناغازاكي الذي أنهى معه الحرب العالمية الثانية وأثناء الحرب الباردة، بدا المصطلح يشير بدرجة أكبر إلى الأسلحة غير التقليدية. اتبَع وليام سافير تطبيق المصطلح وتحديدًا على الأسلحة النووية والإشعاعية بالعبارة الروسية «أروجي ماسفوفو براجينيا» -أروسي ماسفوفو برازخينيا (والتي تعني سلاح الدمار الشامل).

يقول سافير أن برنارد باروخ كان قد استخدم هذه العبارة الدقيقة في عام 1947 (في خطاب ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة كتبه على الأرجح هربرت بايارد سووب).

أبصرت هذه العبارة النور في أول قرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في يناير عام 1946 في لندن، حيث استخدمَت النَص التالي «التخلّص من التسلّح الوطني بالأسلحة الذريّة وبجميع أنواع الأسلحة الأخرى التي تتوافق مع الدمار الشامل». نصَّ القرار أيضًا على إنشاء لجنة الطاقة الذرية (محل الوكالة الدولية للطاقة الذرية (أي أيه إي أيه)).

قُدّم استخدام دقيق لهذا المصطلح في محاضرة بعنوان «الطاقة الذّرية كمشكلة ذرّية» للفيزيائي الأمريكي جوليوس روبرت أوبنهايمر. قدم أوبنهايمر المحاضرة للسلك الدبلوماسي ولوزارة الخارجية، في 17 سبتمبر عام 1947؛ كما أُعيد نشرها في كتاب العقل المفتوح (نيويورك: سيمون وشوستر، 1955).

استُخدم المصطلح أيضًا في مقدمة وثيقة الحكومة الأمريكية ذات التأثير الكبير والتي تُعرف باسم (إن إس سي 68) والتي كُتبت في عام 1950.

خلال خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي جون إف. كينيدي في جامعة رايس في 12 سبتمبر عام 1962، تحدث فيه عن ضرورة عدم ملء الفراغ «بأسلحة الدمار الشامل، بل بوسائل المعرفة والتفاهم». في الشهر التالي، أثناء عرض تلفزيوني يتعلق بأزمة صواريخ كوبا في 22 أكتوبر عام 1962، أشار الرئيس كينيدي إلى «أسلحة هجومية من الدمار الشامل المفاجئ».

فلا يخفى على إنسان التقدم الهائل الذي وصلت إليه البشرية في شتى مجالات الحياة، وكان من أعظمها خطراً مجال التسلح العسكري، وما جَدَّ فيه من أسلحة شديدة الفتك والتدمير، تذر الديار بلاقع، وتهلك الحرث والنسل، حتى اصطلح على تسميتها بأسلحة الدمار الشامل؛ لقوتها الهائلة في التدمير، والمساحة الواسعة التي يصيبها الهلاك والتخريب، وآثارها السيئة على البيئة، وكل ذي روح من إنسان وحيوان.. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

اسلحة الدمار الشامل pdf

اسلحة الدمار الشامل بالانجليزي

اسلحة الدمار الشامل في العراق

الوقاية من اسلحة الدمار الشامل

تقسيم اسلحة الدمار الشامل

اسلحة الدمار الشامل المصرية

الاسلحة البيولوجية

تمهيد
المراد بأسلحة الدمارالشامل، أسلحة لم يكن الإنسان يحلم يوماً بها، ولا كان في وسعه تصورها، وإنما عرفها في القرن الأخير، بعد أن بلغ من التطور المادي والتكنولوجي مبلغاً عظيما، حير الألباب والعقول، وتنوعت مجالاته وتعددت، وكان من ثمراته تصنيع أسلحة امتازت بقدرتها الهائلة على التدمير، والقتل والتخريب، إنه السلاح النووي، والكيميائي، والبيولوجي.
لقد اصطلح على تسمية هذا الثالوث المدمر بأسلحة الدمار الشامل([2])، وتنافست الدول لتحصيلها، باسم سياسة الردع تارة، والدفاع عن النفس تارة أخرى، حتى صار وسيلة ابتزاز للشعوب والحكومات المغلوبة على أمرها، وكل من فكر في امتلاكه ضُيِّق عليه، وسيس بالترغيب والترهيب حتى يعدل عن طلبه، ويذعن لما يسمى الإرادة الدولية، أو القانون الدولي!!
إن الناظر في حال أهل الإسلام، وما نزل بهم من الذل والصغار، حتى اقتطعت أطراف من بلادهم، واستذل فئام من شعوبهم، ليرى فيهم مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم :(يوشك أن تداعى عليكم الأمم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)[3] ، والسبب في ذلك تنكبهم لدينهم الذي فيه عزتهم، وتركهم للإعداد، وأسباب القوة التي يقارعون بها أعداءهم، فصارت بلادهم كلأً مباحاً لأمم الكفر، وشعوبهم مغلوبة على أمرها، تمضي من يد سيد إلى يد سيد.
إن الأمة الإسلامية إذا كانت تتطلع إلى سعادتها، وسيادتها في الدنيا، وفوزها بجنة ربها في الأخرى، فعليها أن ترجع إلى دينها رجعة صادقة، وتأخذ بأسباب القوة الرادعة؛ لتدفع الضيم عن أبنائها، وتسترد ما فُقِدَ من حقوقها وأرضها.
ولما كانت هذه الأسلحة حادثة، ولم تكن معروفة عند علمائنا الأولين، ولا عرفها فقهاء الأمة، تحقق فيها معنى النازلة في الاصطلاح، والتي قيل فيها: "الحادثة التي تحتاج لحكم شرعي"[4]، فكان لزاماً معرفة حكمها الشرعي حتى تكون الأمة على بصيرة بها، فإن كانت حلالاً وجب عليها الأخذ بها، وإن كانت حراماً تجنبتها، وأخذت ببدائلها.

سبب هذه النازلة:
أولا: ما سبقت الإشارة إليه، من التطور التقني المذهل الذي تعيشه البشرية.
ثانيا: التسابق المحموم إلى التسلح، إما بقصد الدفاع، وإما بقصد التسلط والاستيلاء على ثروات الدول والشعوب.
ثالثا: حاجة الأمة الملحة لها؛ من أجل حفظ الكليات الخمس الضرورية، وهي: الدين والعقل والنفس والمال والعرض.
رابعا: تغير الأعراف، ففيما سبق كانت القوة الحربية في السيف والرمح، وأما الآن فإن القوة في الطائرات، والصواريخ، والغواصات وغير ذلك مما نراه في الجيوش الحديثة.

المبحث الأول: التعريف بأسلحة الدمار الشامل.
المطلب الأول: تعريفها في اللغة.
أسلحة: جمع سلاح، وهو آلة الحرب وما يقاتل به[5].
الدمار: الهلاك[6].
الشامل: مأخوذ من قولهم: شملهم الأمر إذا عمهم، فالشامل العام، ومنه: الشملة الكساء[7].
فأسلحة الدمار الشامل هي: آلات الحرب التي تعم بإهلاكها.

المطلب الثاني: تعريفها في الاصطلاح العسكري.
لقد اصطلح المعنيون بأمر التسلح، على إطلاق (أسلحة الدمار الشامل) على ثلاثة أنواع من الأسلحة، هي: السلاح النووي، والسلاح الكيميائي، والسلاح البيولوجي[8].
أولا: الأسلحة النووية.
وتسمى بالسلاح الذري، نسبة إلى النواة والذرة، وهي قنابل شديدة الإنفجار، تعتمد على الطاقة المنطلقة من تحويل جزء من المادة، بتحطيم النواة الذرية لبعض العناصر، كاليورانيوم[9].
ويدخل في السلاح النووي القنبلة الهيدروجينية، والقنبلة النترونية، التي تسمى بـ(السلاح النظيف)؛ لأنها عند انفجارها تطلق أشعة تقتل البشر دون أن تدمر المنشآت[10].
ثانيا: السلاح الكيميائي.
هو كل مادة تسبب ألماً أو تسمماً في جسم الإنسان، سواء كانت غازاً كالكلور، أم سائلاً كالخردل، أم جسماً صلباً كالكلور استوفينون، ومن أفتك هذه المواد غاز الخردل[11]، وكذا غاز الأعصاب.
ثالثا: السلاح البيولوجي.
ويسمى أيضاً بالسلاح الجرثومي، والبكتيريولوجي، نسبة للجراثيم والبيكتيريا.
وهو استعمال الكائنات الحية، أو سمومها لقتل الإنسان، أو إنزال الخسائر به، أو بممتلكاته، من ثروة حيوانية أو نباتية[12]، ومن الأمراض التي تسببها الطاعون، والكوليرا، وغيرهما من الأوبئة.
 

الاسلحة النووية



سنة النشر : 2009م / 1430هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة أسلحة الدمار الشامل وحكمها في الفقه الإسلامي

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل أسلحة الدمار الشامل وحكمها في الفقه الإسلامي
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
خير الدين مبارك - Khair Aldin Mubarak

كتب خير الدين مبارك ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أسلحة الدمار الشامل وحكمها في الفقه الإسلامي ❝ ❱. المزيد..

كتب خير الدين مبارك